skip to Main Content

يعد الأردن وجهة مفضلة للعديد من المغتربين والسياح والمحترفين من مختلف أنحاء العالم بفضل ثقافته الغنية، واقتصاده المستقر، والمرافق الحديثة. ومع ذلك، يتساءل العديد من الأجانب عند زيارتهم أو إقامتهم في الأردن: هل يجب عليهم الحصول على تأمين صحي خلال فترة إقامتهم؟ في هذه المقالة، سوف نناقش متطلبات التأمين الصحي للأجانب في الأردن، وأنواع التغطية المتاحة، وأهمية التأمين الصحي أثناء العيش أو السفر في الأردن.

نظرة عامة على نظام التأمين الصحي في الأردن

يُعد النظام الصحي في الأردن من الأنظمة المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتوفر فيه شبكة واسعة من المستشفيات العامة والخاصة. استثمرت الحكومة الأردنية بشكل كبير في البنية التحتية الصحية، مما يضمن توفير خدمات طبية عالية الجودة للمواطنين والمقيمين. في حين أن الحكومة توفر تأمينًا صحيًا للمواطنين، فإن الأجانب يخضعون لمتطلبات مختلفة بناءً على وضعهم القانوني في البلاد، وظروف عملهم، ونوع إقامتهم.

هل يحتاج الأجانب إلى تأمين صحي في الأردن؟

الجواب القصير هو نعم. في حين أنه لا توجد قوانين تلزم جميع الأجانب بالحصول على تأمين صحي أثناء إقامتهم في الأردن، إلا أن التأمين الصحي يعد أمرًا مستحسنًا وفي بعض الحالات، مطلوبًا بموجب القانون أو سياسة أصحاب العمل. يعتمد ما إذا كان يجب على الأجنبي الحصول على تأمين صحي على عدة عوامل، بما في ذلك مدة الإقامة، نوع التأشيرة أو الإقامة، وسياسات صاحب العمل.

إليك بعض الحالات التي يكون فيها التأمين الصحي مطلوبًا أو موصى به للأجانب في الأردن:

1. الزوار القصيرين (السياح، رجال الأعمال، وغير المقيمين)

بالنسبة للزوار القصيرين إلى الأردن مثل السياح أو رجال الأعمال، لا يُشترط عادةً الحصول على تأمين صحي. ومع ذلك، يُنصح بشدة بالحصول على تأمين صحي للسفر قبل الوصول إلى الأردن. وهذا أمر بالغ الأهمية لأولئك القادمين من دول ليس لديها اتفاقيات رعاية صحية متبادلة مع الأردن.

على الرغم من أن الأردن يوفر مرافق طبية ممتازة، إلا أن الأجانب قد يواجهون تكاليف طبية مرتفعة في حالة عدم وجود تأمين صحي. على سبيل المثال، قد تفرض المستشفيات الخاصة رسومًا أعلى بكثير مقارنةً بالمستشفيات الحكومية، وقد تتراكم تكاليف العلاج بسرعة، خاصة في حالات الطوارئ أو العمليات الجراحية أو العلاجات المعقدة.

بالنسبة للسياح، تشمل العديد من سياسات التأمين الصحي للسفر تغطية طبية طارئة، والتي غالبًا ما تشمل العلاج الطبي للحوادث أو الأمراض أو الطوارئ التي قد تحدث أثناء الإقامة. تأكد من تضمين التأمين الصحي كجزء من خطة السفر لتجنب الأعباء المالية الكبيرة في حال حدوث أي احتياجات طبية غير متوقعة.

2. العمالة الأجنبية والمغتربون

يُطلب من العمال الأجانب والمغتربين الذين يعيشون ويعملون في الأردن عمومًا الحصول على تأمين صحي. يعتمد نوع التأمين الصحي على صاحب العمل وظروف عقد العمل.

في الأردن، يقدم العديد من أصحاب العمل تأمينًا صحيًا كجزء من حزمة الفوائد للموظفين الأجانب. عادةً ما يشمل هذا التأمين الموظف وأفراد أسرته. يشمل التأمين الصحي الذي يوفره أصحاب العمل عادةً مجموعة من الخدمات الطبية، بما في ذلك زيارات الطبيب، والإقامة في المستشفى، وأحيانًا العلاجات المتخصصة.

أما بالنسبة لأولئك الذين يعملون لحسابهم الخاص أو لا يتلقون تأمينًا صحيًا من صاحب العمل، فإن الحصول على تأمين صحي خاص يعد أمرًا بالغ الأهمية. لا توفر الحكومة الأردنية التأمين الصحي العام للأجانب غير المواطنين أو العاملين في القطاع الحكومي، لذا يجب على الأجانب الاعتماد على شركات التأمين الخاصة لتغطية احتياجاتهم الطبية.

توفر بعض شركات التأمين الخاصة في الأردن خطط تأمين شاملة للمغتربين، ويمكن تخصيص هذه الخطط لتلبية احتياجاتهم الخاصة. عادةً ما تغطي هذه الخطط كلًا من الخدمات الخارجية (العيادات) والخدمات الداخلية (الإقامة في المستشفى)، بما في ذلك الرعاية الطارئة، واستشارات المتخصصين، والجراحة، والأدوية الموصوفة.

3. المقيمون طويلو الأمد والمستثمرون

يُشجع أيضًا المقيمون طويلو الأمد، والمستثمرون، وأسرهم على الحصول على تأمين صحي أثناء إقامتهم في الأردن. لا يُشترط التأمين الصحي قانونًا لجميع المقيمين طويلي الأمد، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى إقامة دائمة في الأردن، فإن الحصول على تأمين صحي أمر بالغ الأهمية لضمان الوصول إلى الخدمات الطبية وتجنب التكاليف الطبية غير المتوقعة.

بالنسبة للمستثمرين، من المستحسن أيضًا الحصول على تأمين صحي كجزء من خطة استقرارهم في البلاد. يضمن التأمين الصحي الشامل الوصول إلى الخدمات الطبية العامة والخاصة في الأردن ويوفر راحة البال مع العلم أن التكاليف الطبية مغطاة في حال المرض أو الإصابة.

4. نظام التأمين الصحي الأردني للأجانب

على الرغم من أن الأردن يقدم خدمات صحية للأجانب، خاصة أولئك العاملين في الحكومة أو مؤسسات معينة، فإن معظم المغتربين غير مطالبين بالحصول على تأمين صحي حكومي. يعتمد الأجانب الذين ليس لديهم وظيفة حكومية أو ارتباط مؤسسي على شركات التأمين الخاصة للحصول على التغطية الصحية.

ومع ذلك، هناك استثناءات لبعض الأجانب. على سبيل المثال، قد يكون بعض العمال الأجانب مؤهلين للحصول على خدمات الرعاية الصحية العامة من خلال تأمين صحي مقدَّم من صاحب العمل. بالإضافة إلى ذلك، قد يتلقى أطفال المقيمين الأجانب الرعاية الصحية في النظام العام في الأردن حسب وضعهم الإقامتي.

5. فوائد التأمين الصحي للأجانب في الأردن

بغض النظر عن ما إذا كان التأمين الصحي مطلوبًا بموجب القانون، فإن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الحصول على تأمين صحي خيارًا ذكيًا للأجانب في الأردن:

  • الوصول إلى الرعاية الصحية عالية الجودة: يضمن التأمين الصحي أن الأجانب يمكنهم الوصول إلى خدمات طبية عالية الجودة في المستشفيات العامة والخاصة دون تكبد تكاليف كبيرة.
  • التغطية الطارئة: في حالة حدوث طارئ، يوفر التأمين الصحي الوصول الفوري للعلاج، بما في ذلك خدمات الطوارئ، والإقامة في المستشفى، والجراحة.
  • تغطية شاملة: تغطي العديد من سياسات التأمين الصحي الخاصة الطوارئ الطبية وكذلك الفحوصات الروتينية، والرعاية الوقائية، والعلاجات المتخصصة، مما يوفر راحة البال للمغتربين وأسرهم.
  • الحماية المالية: يمكن أن تكون الرعاية الصحية في الأردن، وخاصة في المستشفيات الخاصة، باهظة التكلفة. يساعد التأمين الصحي في تقليل المخاطر المالية ويحمي الأفراد من فواتير طبية كبيرة.

الخلاصة

في الختام، بينما لا يُشترط التأمين الصحي للأجانب في الأردن في جميع الحالات، فإنه يُنصح به بشدة وفي بعض الحالات، مطلوب بموجب القانون أو سياسة صاحب العمل أو شروط التأشيرة. يجب على الزوار القصيرين، والمغتربين، والمقيمين طويلين الأمد جميعًا التفكير في الحصول على تأمين صحي لضمان تغطية احتياجاتهم الطبية وتجنب التكاليف غير المتوقعة. سواء من خلال خطط تأمين يقدمها صاحب العمل أو من خلال التأمين الخاص، يعد الحصول على تأمين صحي في الأردن خطوة أساسية لأي أجنبي يسعى إلى الاستفادة من الخدمات الصحية المتاحة في البلاد.

م. رامي مكي
استشاري أعمال

Back To Top