skip to Main Content

المغرب، بلد جميل ومتعدد الثقافات في شمال أفريقيا، حقق خطوات كبيرة في تحسين نظام الرعاية الصحية على مر السنين. يتم توفير الرعاية الصحية في المغرب من خلال القطاعين العام والخاص، حيث يوفر القطاع العام الخدمات بتكلفة منخفضة أو مجانية للمواطنين. ومع ذلك، يتساءل العديد من الأجانب عما إذا كان بإمكانهم الاستفادة من هذه الخدمات الصحية العامة، أم أنهم ملزمون باللجوء إلى الرعاية الصحية الخاصة. في هذه المقالة، سنستعرض نظام الرعاية الصحية في المغرب، وحقوق الأجانب في الوصول إلى الرعاية الصحية المجانية، وما إذا كانوا بحاجة إلى البحث عن خدمات طبية خاصة.

نظام الرعاية الصحية في المغرب

ينقسم نظام الرعاية الصحية في المغرب إلى قطاعين رئيسيين: القطاع العام والقطاع الخاص. يتم تمويل القطاع العام من قبل الحكومة ويوفر خدمات صحية بتكلفة منخفضة أو مجانية للمواطنين المغاربة. يشمل هذا المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. أما القطاع الخاص فيتكون من المستشفيات الخاصة والعيادات ومقدمي الرعاية الصحية الذين يتقاضون رسومًا أعلى مقارنةً بالخدمات الصحية العامة.

يهدف القطاع العام إلى خدمة غالبية السكان، خاصة أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة الرعاية الصحية الخاصة. ومع ذلك، هناك تحديات مثل الازدحام، وأوقات الانتظار الطويلة، وأحيانًا نقص المعدات الحديثة في المنشآت العامة، ولهذا يفضل العديد من المغاربة والمقيمين الأجانب اللجوء إلى الرعاية الصحية الخاصة.

الوصول إلى الرعاية الصحية العامة للأجانب

بشكل عام، الأجانب في المغرب ليسوا مؤهلين للحصول على الخدمات الصحية المجانية التي يقدمها القطاع العام في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. هذه الخدمات مخصصة في المقام الأول لـ المواطنين المغاربة أو المقيمين الشرعيين المسجلين في النظام التأميني الصحي في البلاد (CNSS – الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي). لذلك، إلا إذا كنت مقيمًا قانونيًا ولديك تأمين صحي تحت النظام المغربي للضمان الاجتماعي، فلن تكون مؤهلاً لاستخدام خدمات الرعاية الصحية العامة مجانًا.

ومع ذلك، هذا لا يعني أن الأجانب مستبعدين تمامًا من النظام الصحي في المغرب. الأجانب المقيمون في المغرب الذين يعملون أو حصلوا على إقامة قانونية قد يكونون مؤهلين للحصول على التأمين الصحي الحكومي الذي يتيح لهم الوصول إلى المنشآت الصحية العامة بتكلفة منخفضة.

التأمين الصحي للمقيمين الأجانب

بالنسبة للأجانب الذين لديهم إقامة قانونية في المغرب، توفر الحكومة إمكانية الوصول إلى برامج التأمين الصحي التي تغطي العلاج الطبي والدخول إلى المستشفيات. يُعرف هذا التأمين باسم راميد (Régime d’Assistance Médicale)، وهو مخصص للأفراد ذوي الدخل المنخفض، وعادة ما يتم تمديده للمقيمين الأجانب الذين يستوفون بعض المعايير.

بالنسبة للأجانب الذين لديهم تصاريح عمل أو أصحاب الأعمال الذين يساهمون في النظام الاجتماعي المغربي، فإنهم يكونون مؤهلين للحصول على التأمين الصحي الاجتماعي الذي يغطي مجموعة متنوعة من الخدمات الطبية في المنشآت الصحية العامة. وهذا يسمح لهم بالوصول إلى المنشآت الصحية العامة بتكلفة مخفضة أو مجانًا، اعتمادًا على تغطيتهم واهليتهم.

أما بالنسبة للأفراد غير المؤهلين لهذه البرامج التأمينية، فإن الرعاية الصحية في المستشفيات العامة عادة ليست مجانية، وسيتعين عليهم دفع تكاليف العلاج بشكل شخصي. وعلى الرغم من ذلك، تكون تكلفة الرعاية الطبية في المنشآت العامة أقل مقارنةً بالقطاع الخاص، لكنها قد تظل مرتفعة حسب نوع العلاج المطلوب.

الرعاية الصحية الخاصة للأجانب

نظرًا لأن العديد من الأجانب في المغرب ليس لديهم تغطية من خلال النظام الصحي العام، فإنهم غالبًا ما يختارون استخدام الخدمات الصحية الخاصة. يتمتع القطاع الخاص للرعاية الصحية في المغرب بتطور كبير، حيث توجد مستشفيات وعيادات وأطباء متخصصون يقدمون رعاية طبية عالية الجودة. تميل هذه المنشآت الخاصة إلى أن تكون أكثر كفاءة، حيث تتسم بأوقات انتظار قصيرة، وغالبًا ما تكون مجهزة بأحدث التقنيات الطبية.

الجانب السلبي للرعاية الصحية الخاصة هو التكلفة. على عكس الرعاية الصحية العامة، التي يتم دعمها من قبل الحكومة، تتطلب الخدمات الصحية الخاصة رسومًا أعلى. يتعين على الأجانب الذين ليس لديهم جزء من نظام التأمين الصحي الوطني في المغرب دفع كامل تكاليف الخدمات، والتي قد تتفاوت بشكل كبير حسب مزود الخدمة ونوع العلاج المطلوب.

السياحة الطبية في المغرب

بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية للمقيمين، أصبح المغرب وجهة شهيرة لـ السياحة الطبية. يسافر العديد من الأجانب إلى المغرب لإجراء بعض الإجراءات الطبية مثل العلاجات السنية، والجراحة التجميلية، والعمليات الاختيارية بفضل الأسعار المعقولة والمعايير العالية للرعاية في المستشفيات الخاصة. شهدت السياحة الطبية في المغرب زيادة مطردة على مر السنين، حيث يقدم البلد رعاية طبية عالية الجودة بتكلفة أقل بكثير مقارنةً بالكثير من البلدان الغربية.

في حين أن المستشفيات العامة في المغرب قد لا تكون خيارًا للسياح أو الزوار القصيرين، فإن المستشفيات الخاصة تستقطب السياح الطبيين، حيث تقدم خدمات متخصصة للأجانب.

الخلاصة

في الختام، الأجانب الذين ليس لديهم إقامة قانونية أو لا يساهمون في النظام الاجتماعي المغربي لا يُسمح لهم عادةً بالحصول على الرعاية الصحية المجانية التي يقدمها القطاع العام في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. ومع ذلك، فإن الأجانب الذين هم مقيمون ولهم تأمين صحي من خلال النظام الاجتماعي المغربي قد يكونون مؤهلين للحصول على التأمين الصحي الحكومي والرعاية الصحية المدعومة. بالنسبة لأولئك الذين لا يحق لهم الحصول على هذه الخدمات، تتوفر خدمات الرعاية الصحية الخاصة ولكن بتكلفة أعلى.

من المهم أن يكون الأجانب في المغرب على دراية بحقوقهم وخياراتهم فيما يتعلق بالخدمات الصحية. إذا كنت تخطط للعيش أو العمل في المغرب، فمن الأفضل الحصول على تغطية تأمينية صحية لضمان الوصول إلى أفضل الخدمات الطبية، سواء كانت عامة أو خاصة، وتجنب التكاليف الطبية غير المتوقعة.

م. رامي مكي،
استشاري أعمال

Back To Top