شهد العالم تحولًا كبيرًا في طريقة تعاملنا مع المال. حيث أثارت العملات الرقمية، وعلى رأسها…
الأبعاد الكونية هي من أكثر المفاهيم الغامضة التي تثير تساؤلات حول حقيقتها. ما يجب أن تعرفه أن هذه الأبعاد ليست انتقالات فيزيائية من مكان إلى آخر، ولكنها انتقالات حسية وروحية ترتبط بتردداتك الداخلية ووعيك. عندما نتحدث عن الأبعاد الكونية مثل البعد الثالث، الرابع، والخامس، فإننا نشير إلى مستويات مختلفة من الوعي والتطور الروحي.
في علوم الطاقة، يُطلق على هذه المستويات اسم الأبعاد الكونية. ويمكن الانتقال إليها عبر زيادة الوعي والاتصال العميق بالذات. من المهم أن ندرك أن عدم انتقالك إلى بعد أعلى لا يعني أن هذه الأبعاد خرافة. الكثيرون انتقلوا إليها بالفعل، أو سيصلون إليها بعد مراحل من التشافي الروحي.
البعد الثالث: حياة الإنسان البدائي في ظل القوانين الكونية السلبية
في البعد الثالث، يعيش الإنسان حياة محدودة ومسيّرة. يظلّ تحت تأثير المجتمع والعادات والموروثات، ويفكر بشكل نمطي. لا يكون لديه استقلال في التفكير أو الإبداع، بل يتبع القطيع ويخاف من مواجهة المعتقدات السلبية. هنا يتحكم قانون الجذب السلبي؛ يجذب الأشخاص المواقف السلبية، العلاقات المؤذية، والخوف المستمر.
ما يحدث في البعد الثالث هو انعكاس سلبي للأحداث من خلال قانون الانعكاس. العلاقات تصبح سامة، والناس يعيشون في دائرة مفرغة من التجارب المتكررة. لا يمكن للأفراد الانتباه إلى الرسائل الكونية، فهم في حالة انتظار دائم، انتظار للمستقبل دون تحقيق أي تغييرات حقيقية في حياتهم.
البعد الرابع: بداية التمرد والتحرر
مع الانتقال إلى البعد الرابع، يصبح الإنسان مخيّرًا. يبدأ بتحليل الأمور وطرح الأسئلة، ويخرج من دائرة التبعية والتقليد الأعمى. الذبذبات في هذا البعد تبدأ في الارتفاع، ويرى الناس المستقبل بأعين متفائلة.
في هذا البعد، قانون الجذب يتحول إلى أداة إيجابية، حيث يبدأ الناس بجذب أحلامهم وطموحاتهم عبر السعي المستمر والعمل الجاد. أما قانون الانعكاس، فهو أقل ضررًا مقارنة بالبعد الثالث، حيث يتحمل الأفراد مسؤولية أفعالهم ويعملون على تحسين حياتهم. يبدأون في فهم الرسائل الكونية والاستفادة منها لتطوير ذاتهم والارتقاء بمن حولهم.
الإيغو في البعد الرابع يتأرجح، ولكنه ليس هو المتحكم بالكامل. هنا، يسعى الناس إلى تطوير الذات والتعلم من الأخطاء، والهدف الأساسي هو البحث عن الحكمة والاستنارة الروحية.
البعد الخامس: رحلة إلى المعجزات والسلام الداخلي
في البعد الخامس، يصل الإنسان إلى مستوى من الوعي الروحي حيث يصبح مستسلمًا للخالق فقط، متجاوزًا التبعية للبشر أو العقل. يحقق الإنسان حالة من الصفاء الداخلي بعد إتمام صحوته الكبرى، وتبدأ الروح في الانتعاش والتطهير.
هنا، يتوقف قانون الجذب ويبدأ قانون المعجزات. كل ما يحتاجه الإنسان يتحقق بسهولة، بدون عناء أو جهد. يصبح الارتباط بالكون مباشرًا، وتتلقى الرسائل الكونية وتفهمها بعمق، ما يخلق اتصالًا روحانيًا مباشرًا مع الخالق.
في هذا البعد، لا وجود للإيغو. يصبح الإنسان قادرًا على التحكم به تمامًا. العلاقات في البعد الخامس تكون محبة، صافية ونورانية، حيث يعيش الإنسان في حالة من السلام الداخلي مع نفسه ومع الآخرين. هذا السلام لا يعني السعادة المطلقة أو عدم المرور بالصعوبات، بل يعني الرضا الكامل والاستسلام للقضاء والقدر، والتعايش مع التجارب بشكل ناضج ومسالم.
الكثير يعتقد أن الذين يعيشون في البعد الخامس لا يتفاعلون مع العالم الثالث أو الرابع، أو أنهم مثاليون لا يخطئون. هذا اعتقاد خاطئ، فهؤلاء الناس يعيشون بيننا لكنهم يمتازون بطاقة عالية تمنحهم هدوءًا وسلامًا حتى في أصعب الظروف.
فهم الأبعاد الكونية
الذين يعيشون في البعد الخامس لا يتأثرون بالطاقة السلبية المحيطة بهم. أي شخص يحمل طاقة منخفضة يصبح غير مرئي بالنسبة لهم، ولا ينخرطون في نقاشات عقيمة أو مواجهات مع هؤلاء الأشخاص. يعيشون بمبدأ “لا ضرر ولا ضرار”، ويسمحون للأشخاص السلبيين بالمضي في طريقهم دون التورط معهم.
أصحاب هذا البعد يتميزون بقدرة عالية على تحويل المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية. يحولون الحزن إلى إبداع، والغضب إلى حدود صحية، والظلام إلى نور. لديهم قدرة استثنائية على التغلب على التحديات الحياتية بأقل قدر من الجهد، فهم في تناغم كامل مع الكون ومرتاحون مع ذواتهم العليا.
كما أنهم لا يعيشون في الماضي أو المستقبل، بل يركزون تمامًا على اللحظة الحالية. هذا الوعي العميق بالحاضر يجعلهم أكثر استقرارًا وسلامًا في التعامل مع الحياة.
إدارة الإيغو في البعد الخامس
رغم أن الإيغو لا يختفي تمامًا في هذا البعد، إلا أن الإنسان يمتلك “ريموت كنترول” للتحكم فيه. يستخدمونه فقط عند الضرورة القصوى، مما يتيح لهم اتخاذ قرارات حكيمة دون تدخل الإيغو أو المشاعر السلبية.
هؤلاء الأشخاص خلقوا واقعهم الخاص. فهموا أسرار الكون وارتبطوا بعقولهم العليا وأرواحهم. ساعدهم هذا الارتباط على الوصول إلى أسرار الحياة والوجود، وأصبحوا قادرين على مساعدة الآخرين في الارتقاء معهم إلى مستويات أعلى من الوعي.
كيفية تحقيق الانتقال إلى البعد الخامس
لتحقيق الانتقال إلى البعد الخامس، يجب أن تكون مستعدًا للتخلي عن الماضي وعن كافة القيود الاجتماعية. في هذا البعد، لا تفعل ما يريده الآخرون لك، بل ما تريده روحك. يصبح الشخص حرًا، يعيش حياة مليئة بالحب اللامشروط والتسامح.
الذين يصلون إلى البعد الخامس ليسوا مستسلمين للبشر أو للعقل مثلما يحدث في البعد الثالث، ولا يخضعون للقلب وحده مثلما يحدث في البعد الرابع. هم يعيشون في حالة من اليقين الروحي، متصلين بالكون في تناغم مطلق.
دور الكون في البعد الخامس
الكون في هذا البعد يعمل لصالح هؤلاء الأشخاص. يُسخر لهم لتسهيل حياتهم ومساعدتهم في رحلتهم الروحية. يخرجون من الأزمات بسهولة وسرعة، ولا يعيشون في توتر أو خوف. إن آذاهم شخص ما، لا يردون الأذى، بل يتركون الكون يتعامل مع الموقف.
هم يمثلون النور والشفاء للآخرين. السلام الداخلي الذي يتمتعون به يمنحهم قدرة على مواجهة الحياة بشكل مختلف تمامًا عن غيرهم، مما يجعلهم دائمًا في حالة من الاستقرار الروحي والنفسي.
أخيرًا، أصحاب هذا البعد لا يعيشون في عالم مثالي. لا يعني السلام الداخلي أنهم لن يواجهوا تحديات أو مشاكل، ولكنهم يواجهون تلك التحديات بردود فعل مختلفة تمامًا، حيث يعيشون في رضا وتسليم تام.
م. رامي مكي
استشاري أعمال