رحلتي إلى هولندا

يقولون: إن لكلّ قِطعة قِرميد في هولندا قِصَّةٌ ترويها لكُم، هي بلد القصص والروايات، من المتاحِف القديمة كمَتحَف ريكز إلى الفنّ الحديث والمُعاصِر كما هو موجود في مَتحَف جرونينجر في هولندا. وربما تضاهي تلك المتاحف الموجودة في فرنسا. وأنت تمشي في أعماق الريف الهولنديّ، تكتشف الغابات البكر، وتجدها غارقةً بين الزنبق ومنازِل الطوب الأحمر والممرّات المائيّة الجذّابة والأبقار السَّوداء والبيضاء. للطبيعة الساحرة في هولندا تأثيرات نفسية كبيرة لحد العظمة.

أمستردام هي عاصمة هولندا وأكبر مدنها ومدينة أمستردام أيضا عرفت بمتاحفها الشهيرة كمتحف ريكز ومتحف بيت آن فرانك ومتحف فان جوخ. ولو ذكرت أمستردام لابد أن تتحدث عن قنواتها المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وكذا المنازل والمباني التي يطلق عليها المنازل العائمة. فإن حظيت بفرصة السفر إلى أمستردام ستكون حتما امتع الأوقات تلك التي تقضيها في نزهة على طول القنوات. أمستردام أو كما تسمى فينسيا الشمال وقد سميت كذلك لاحتوائها على مئة كيلومتر من القنوات، المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تصادفك في فينسيا الشمال هو أنه من السهل أن تفقد الطريق ولذا فعليك أن تسأل عن خريطة جيدة من مكتب الاستقبال في الفندق الخاص بك بحيث يمكنك التنقل في الشوارع بنجاح. ما يميز قنوات أمستردام هي تلك المراكب التي حوّلها أصحابها إلى بيوت للسكن، وهي مرخّصة من البلديّة وترتبط بشبكتها الصّحّيّة والكهربائية. وعندما ترفع ناظريك عن هذه البيوت العائمة بأشكالها وحدائقها الجميلة، لتتأمل ما خلفها ستتعرف على تلك الأبنية الأثرية بألوانها وهندستها الرائعة، خصوصاً أنها تنحني إلى الأمام بفعل تأثير المياه المتسللة إلى الطبقات الجوفية تحت المدينة منذ القِدَم.

أنصحكم بزيارة هولندا في الربيع، وستتمتعون بجولة في ملكة الحدائق “كوكينهوف”. استنشِقوا روائح 7 ملايين فصيلة من التوليب والخُزامى والنرجِس والأوركيد والقَرنفُل والسوسن والزنابِق، ستشعُرون أنَّكم عائمون في بحر من الزُّهور بتنسيقات مذهلة مرصوفةٍ بعناية تأخذك لعوالم هي ضربٌ من الخيال.